أدمغتنا.. هل تشيخ قبلنا؟

by Sana Al Hadethee

شخصيا، احاول القيام بما كل ما هو ممكن لحماية صحة دماغي، وأعيش حالة من الاستعداد الدائم خوفا ان اتعرض لمرض فقدان الذاكرة “الزهايمر” لاني أرفض ان اتخيل نفسي عالة تعتمد على الآخرين في ابسط أمورها اليومية. ولأن جانب كبير من صحة الدماغ يتوقف علينا وعلى اسلوب حياتنا وليس فقط العوامل الوراثية.
لحسن الحظ انه بإمكاننا فعل الكثير لمواجهة أعراض تدهور حالة أدمغتنا، التي نمر بها يوميا ونتعامل معها كمزحة، او مدعاة للضحك على سبيل المثال؛ التوقف في منتصف الحديث محاولين تذكر ما نريد قولة، باحثين عن الكلمات، او صعوبة التركيز، ضبابية وعدم القدرة على التفكير بوضوح، او الشعور الدائمي بالحيرة والتحفز والشعور بالانطفاء. كلها عوامل جدية تشير الى ان دماغنا يمر بمرحلة الشيخوخة. تبدأ شيخوخة الدماغ في بداية سن الثلاثين ولكن الضروف البيئية المحيطة وأسلوب الحياة تلعب دورا كبيرا في تعجيل هذه الشيخوخة  ورفع نسبة ذكائنا او دهورته.

Attractive Smiling Young Adult Female Texting on Cell Phone Outdoors on a Bench.

9 سموم بيئية تقلل الذكاء

1– مبيدات الحشرات والأسمدة الكيماوية التي تستعمل لحماية الفواكه الخضراوات والحبوب.
2- اشعاعات الهواتف النقالة تسبب خللا في الحمض النووي ” دي ان اي” يؤدي الى تشوش التفكير. 
3- مادة الفلورايد الموجودة في مياه الحنفيات تؤدي الى خفض مستوى الذكاء IQ.
4- الأطعمة التي تحتوي على سكريات عالية وشراب الفروكتوز المستخلص من الذرة اثبتت انها تؤدي الى انكماش حجم الدماغ.
5- السكريات الصناعية تحفز موت خلايا الدماغ.
6- الاطعمة المعدلة وراثيا، والأطعمة المعالجة صناعيا، تؤدي الى ما يسمى ” تعفن الدماغ”
7- مادة الألمنيوم في مضادات التعرق يمكن ان تؤدي الى تسمم و تجمع المعادن في الدماغ.
8- شرب الكحول (حتى في مستويات منخفضة) يودي الى تلف الناقلات العصبية في الدماغ.
9- التدخين يؤدي الى ترقق قشرة الدماغ والتي بدورها تؤدي الى الخلل الإدراكي وبالتالي فقدان الذكرة.

تعاني نسبة كبيرة من الناس من نقص في كمية الفيتامينات، وافرط في كمية السكر بالجسم. نتيجة اُسلوب الحياة العصرية وعدم العناية الشخصية بالصحة. كل شيء نتناوله يؤثر على اداء دماغنا مباشرة، سواء كان جيدا او سيئا بهذه الطريقة: تذهب الطاقة التي يستخلصها الجسم من الطعام الى الدم، نفس الدم ونفس مستخلصات الطعام تمر بالدماغ خلال الأوعية الدموية. بطريقة أخرى، ان ما يمر عبر فمنا الى معدتنا وأسلوب الحياة التي نعيشها لها تأثير عميق ومباشر على الدماغ، ليس فقط بالكميات التي نأكلها من طعام معين على حساب غيره وإنما درجة نظافة المواد الغذائية التي تمر عبر الدم الى الدماغ. والذي يقودنا الى محصلة هامة جدا خلاصتها ان الحفاظ على تزويد الدم بالتغذية النظيفة سيساعد الدماغ بالتصدي لمواجهة الاضطرابات الدماغية مثل الكآبة وفقدان الذاكرة.

الدهون غير المشبعة كالتي تتواجد في الوجبات الجاهزة والسريعةمن شأنها ان تؤثر على مستوى الذكاء، او بمعنى أصح تجعلنا “أغبى”

صدق او لا تصدق بان الطعام الأساسي لتغذية ذكاءنا هو الدهن والسكر! ولكن مهلا، لا تسارعو الى ابتلاع علبة النوتيلا او لطلب البرجر بالحجم الكبير “بيج ماك” بحجة تغذية الذكاء. فالدهون غير المشبعة كالتي تتواجد في الوجبات الجاهزة والسريعة من شأنها ان تؤثر على مستوى الذكاء، او بمعنى أصح تجعلنا “أغبى”. حتى يعمل دماغنا بالشكل الصحيح هو بحاجة الى الدهون الصحية والسكريات الطبيعية، اضافة الى تجنب الضغوط النفسية، والنوم الصحي (خلال الليل)، والتمارين الرياضية. والقفشة الحقيقية هي في تناول هذه الدهون والسكريات على مدى توقيتات منتظمة. ولكي يقدم لنا دماغنا اعلى مستويات الأداء، يتطلب منا ان نقدم له “دفق منتظم” من الفيتامينات والمعادن والأحماض الامينية، الأحماض الدهنية الأساسية، والسكريات من الكربوهيدرات المعقدة.

باختصار، الحرص على ممارسة تمارين تنشيط القلب والدورة الدموية وضخ الطاقة النظيفة فيها، من خلال الغذاء، لإيصالها للدماغ هو عملية أساسية لرفع مستوى الذكاء

أغذية ترفع مستوى الذكاء

أوميغا 3   

olive oil on the dark backgroundيستهلك الدماغ الطاقة بنسبة 20 بالمئة من مجموع استهلاك الجسم الكلي، ويعد ثاني أكبر تجمع للدهون في الجسم. ومن الدهون الضرورية والتي تحتاجها خلايا الدماغ بشكل خاص هي “الاحماض الدهنية الاساسية” المتمثّلة بأوميغا 3, و6. وهناك غالبا وفرة في زيوت الأوميغا 6، ولكننا بحاجة دائمة لتناول المزيد من زيوت أوميغا 3. زيوت الأوميغا 3 اساسية جدا للدماغ لانها تقوي نقاط الاتصال العصبي وهي المسؤولة عن القدرة على التعليم، والذاكرة. فقد وجدت دراسة استرالية اجريت على الأطفال، بان الأطفال الذين تناولوا شرابا يحتوي على زيوت الأوميغا 3 لمدة ستة أشهر قد تفوقو على امثالهم من الأطفال الذين تناولو شرابا خاليا من زيت الأوميغا في اختبارات الذكرة واختبارات الذكاء الشفهية . أفضل مصادر زيوت الأوميغا 3, هي اولا زيت السمك المستخلص من اسماك المياه الحرة وليس أسماك المزارع. يأتي ثانيا الجوز، والبندق، وبذر الكتان، والكيوي. بالمقابل فان نقص أوميغا 3 في الجسم يترتب عليه أضرار كبيرة للدماغ منها عسر القراءة “دسلكسيا” وانفصام الشخصية”  

السكر
الدماغ هو العضو الوحيد في الجسم الذي يستخلص معظم طاقته من سكر الجلوكوز فقط. ولكن من الضروري جدا ان يكون تزويد الجلوكوز بشكل معتدل وثابت. وهذا يعني ان لا يحصل تفاوت كبير بين أوقات الوجبات ويعني ايضا علينا تجنب مصادر سكر الجلوكوز الرخيصة ، مثل السكر المكرر والحلويات باشكالها والخبز الأبيض، لان ثأثير هذه الأنواع من السكر ترفع مستويات الجلوكوز في الدم بسرعة كما تخفضها بسرعة مؤدية الى اضطراب نسبة السكر في الدم. ولتجنب هذا التذبذب في مستويات السكر بالدم، يجب تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة ( وهي عبارة عن سكريات) لانها تبعث الطاقة في الدم بمستويات بطيئة و معتدلة لا تؤدي الى اضطراب مستويات السكر فيه.

منتجات الألبان المخمرة والعضوية
منتجات الألبان المخمرة “فيرمنتيد” والعضوية مثل زبادي حليب الماعز وحليب الإبل الخام غير المبستر يحتوي على حمض أميني يساعد على انتاج الناقلات العصبية.

3838ccf9c9d5b0fd7015867af79d7126البيض
مادة الكاولين الموجودة في صفار البيض وفول الصويا العضوي تساعد على انتاج ناقلات عصبية تسمى “استيلكولين”. وجدت الدراسات بان المصابين بمرض الزهايمر وفقدان الذاكرة يعانون نقصا شديدا في هذه المادة.

حمض الفوليك
حمض الفوليك أساسي جدا لتأدية وظائف الدماغ. يتواجد بشكل كبير في الخضراوات و الفواكه منها البروكلي والهليون وغيرها ولكن اعلى مستويات هذا الحمض تتواجد في السبانخ، والبرتقال.

الكركم
تناولو الكركم وخاصة الطازج والعضوي منه، لانه السر الذي يكمن وراء الانخفاض الشديد في حالات فقدان الذاكرة في الهند.

مضادات الأكسدة
تؤدي الذرات السائبة الى تلف الخلايا الدماغية، انصح بالإكثار من تناول الفواكه والخضار العضوية لانها غنية بمضادات التأكسد التي تساعد الجسم على مواجهة هذه الذرات. عليكم بتناول العنب العضوي لانه الأغنى بمضادات الأكسدة.

5 مكملات غذائية ضرورية للذاكرة

1- جنوكو بيلوبا النقي صنف usp
تعود أصول النبتة الى الشرق وبالتحديد الصين، ولكن اصدر بها الأطباء في غرب ألمانيا في غضون عام واحد 5.24 مليون وصفة طبية! على الرغم من ان الجنكو تعد بمستقبل واعد في علاجات الزهايمر وفقدان الذاكرة الا انها تساعد ايضا في تحسين القدرة على التعليم، والذاكرة، وتحسين الفعاليات اليومية، والكآبة، وحالات القلق العصبي والعنف. كما ان نبات الجنكو يعمل على تقليل أعراض ADHD اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه في الأطفال والمراهقين اضافة الى انها تحسن الذاكرة قصيرة الأمد لدى المسنين. والوجه الآخر لتأثير نبات الجنكو السلبي هو تعارضه مع أدوية تخفيف الدم مثل ” وورفرين” والأسبرين وأدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية السكر، والصرع، و أدوية الكآبة.
تحذير: تناول بذور نبات الجنكو الطازجة له نتائج خطيرة.
أعراض جانبية قد تنتج عن تناول مكملات الجنكو: صداع، غثيان، الدوار، والإسهال

2- ان أسيتيلين تايروسين N – Acetyl Tyrosine
وهو حمض أميني معروف لخفض نسبة الكورتيزول في الدماغ في الفترات التي يتعرض بها للضغوط العصبية والذهنية. يستعمل من قبل الرياضيين المحترفين وطياري الدفاع الامريكي لتحافظ على مستوى التحفز والتيقظ لديهم.

3- ال – ثيانين L- Theanine
يستخلص من أوراق الشاي ويعود اصله الى آسيا. في دراسة اجرتها د. أنا نوبر dr Anna Nobre في جامعة أوكسفورد في تصوير للدماغ وجدت ان مركز التركيز فيه يضاء ويصبح فعال بعد تناول جرعة صغيرة مقارنة مع تصوير الدماغ قبل تناول الجرعة نفسها اذ يبدو غامقا في الصورة.

4- أستيل ل – كارنتين Acetyl L – Carnitine

Healing herbal tea in glass cup with flowers Rhodiola rosea on the saucer isolated on white background

شاي الراديولا

مغذي عصبي فعال جدا يعرف ايضا اختصارا ب- ALC. هذا الحمض الأميني يساعد على تحويل الدهون الى طاقة في الدماغ، ويعزز قابلية الدماغ في عملية معالجة المعلومات. وتبين احدي الدراسات انه يحسّن الإجهاد الذهني بنسبة 40 بالمئة.

5- روديولا روزيا Rhodiola Rosea  
هناك عدة دراسات تدعم هذه المادة المغذية للدماغ. واحدة منها أكدت بان تناول 100 غرام من الراديولا يؤدي الى تطور بالغ في الإجهاد الذهني والذاكرة والقدرة على التركيز.

للاطلاع على المصادر يرجى مراجعة النسخة الانجليزي

You may also like