رحلة استثنائية، للانغماس في عالم من الفخامة والرفاهية، على سواحل بحر البلطيق في ارض البحيرات والحقول الرومانسية وبين الغابات والاشجار العملاقة. مخبأ وثير للتجدد الروحي وشحن الطاقة.
لم أكن أتوقع ان تجربتي ستكون سارة ومثيرة للدهشة بهذا القدر حين تسلمت دعوتي الى القلعة التاريخية التي بنيت حوالي عام 1600 Schloss Wiessenhaus والتي طورت مؤخرا الى فندق ومنتجع وسبا فخم في شمال ألمانيا.
فقد حُطم قصر القلعة القديمة بحريق اجتاحه عام 1895 الى ان اشتراه مالكه الحالي ” يان هنرك بوتنر” ليطوره الى فندق ومنتجع وسبا
WeissenhausGrand VillageResort & Spa فخمة.
مغامرة للروح والنفس
البيت الذي بناه الدوق لزوجتة للتدفا بعد السباحة في البحر هو اليوم عبارة عن حلم مزود بجميع عناصر الترف والرفاهية
قلت في نفسي ستكون العطلة مملة في شمال أوربا وأسبوع كامل، يبدو طويل جدا عليها. ولكني كنت فعلا مخطئة تماما في توقعاتي، ولحسن الحظ كانت من أجمل رحلاتي مع أني كثيرة السفر.
فمن اللحظة التي وصلت فيها الى بوابة القلعة الرئيسية، لتفتح الأبواب فتمر السيارة عبر شارع طويل بين الحدائق الخاصة والبنايات التاريخية الساحرة على جانبي الطريق تأكدت أكثر بأنها ستكون رحلة من نوع آخر، حتى تصل سيارتي نهاية الممر فيظهر فجأة القصر الأبيض من بين الأشجار العملاقة وحدائق الحقبة الباروكية. منظر يحبس الانفاس ولا يقدر بثمن.
فجأة وجدت نفسي في ملاذ حقيقي للروح والنفس والجسد. يقع مباشرة على ساحل خاص يمتد الى 3كم على بحر البلطيق، ومحاط وسط مساحات شاسعة من الحدائق والغابات الخاصة التي تمتد الى نحو 185 هكتار.. تتوزع فيها باقي البنايات المرممة بطريقة عصرية مثالية. تختلف تصاميم الغرف الفخمة الواسعة بين واحدة وأخرى لتعكس كل منها بالأثاث الفخم المعاصر ملاذا وتجربة للاسترخاءلاتنسى. ومع ان عدد البنايات يصل الى 40 بناية الا ان المساحات الخضراء الشاسعة هي التي تطغى المكان مع احساس جميل بالهدوء والسلام.
الطبيعة والرفاهية بأفضل حالاتها
تقع بين الارياف الرومانسية على امتداد المساحات الشاسعة من الحقول المبسوطة والبحيرات. حيث يطلقون على تلك الاراضي هناك ” أرض البحيرات” لانتشار البحيرات الساحرة بين الحقول مابين مدينتي “اولدنبيرج” و “لوتنبيرج” شمال ألمانيا. جعل الموقع من منتجع ” قصر فايزنهاوس” Wiessenhaus مع الخدمات الراقية ومستوى الطعام الذي يقدمه جعله يتصدر قائمة المنتجعات الاستثنائية في أوربا. فإضافة الى الطعام على يد أشهر الطهاة Christian Scharrer وبدرجة نجمتين ميشلين ومستوى الخدمات العالي جدا، هناك الشواطيء الساحرة. والحدائق الشاسعة اضافة الى انه بالإمكان القيام بالعديد من الفعاليات والنشاطات المختلفة مثل رياضة المشي، والدراجة، الاسترخاء على شواطيء البحر، ممارسة الرياضات المائية، لعبة الجولف، ركوب الخيل، او مجرد الجلوس بالغرفة والاسترخاء والتمتع بالرفاهية باشكالها وطلب وجبات الطعام من الطاهي الشهير واخيرا الاستمتاع بأفضل انواع علاجات الاسترخاء في السبا. هنا شعرت فعلا بان أسبوعا واحدا لا يكفي وعلي ان انظم وقتي للاستمتاع بجميع هذه الخدمات الرائعة.
اعشق كثيرا الطبيعة والرفاهية، نقيضان قلما يلتقيان معا ومن النادر جمعهما معا بافضل حالاتهما. صممت على استغلال الوقت بافضل ما يمكن.. كل صباح استقل دراجتي بعد تناول الافطار الفخم وأتوجه الى الحقول المجاورة لشراء الفراولة والكرز وباقي انواع التوت العضوية. هذا بالنسبة يمثل متعة كبيرة ما بعدها متعة. فالمذاق الغني والرائحة وحدهما يكفيان لقضاء العطلة هنا. اما بالنسبة للافطار، فهو حكاية ملوكية فخمة وتجربة لم أرد لها ان تنتهي.
يتألف الافطار في مطعم القصر COURTIER من بوفيه فخم ومنوع يعج بالمنتجات الطازجة والعضوية المحلية هيئ بتنسيق جميل بمواجهة الحدائق الباروكية المطلة على الساحل. كذلك بالمقابل تناولت نفس بوفية الافطار في مطعم الساحل Boothause للاستمتاع بمنظر البحر الساحر.
لذلك كانت خطتي بالتنقل على الدراجة واكتشاف القرى والبحيرات الساحرة في الجوار وتناول وجبة غداء خفيفة في المطاعم الصغيرة المترامية على الساحل ومن ثم العودة بعد الظهر الى القصر للانغماس في الفخامة مرة أخرى أما بالاستلقاء او المشي على الساحل او بقضاء بعد الظهيرة في المنتجع (سبا) المترف والاستمتاع بخدماته.
الى المنتجع
يقع المنتجع Schlosstherme في بناية العربات التي رممت حديثا وبنيت بإحاتها بسقوف زجاجية لا تضع بينك وبين ضوء السماء حاجزا قريبا من القصر ويربط بينها نفقا تحت الارض لا يستعمله اي نزلاء عدا ساكني القصر. فالمرور عبر النفق القاتم والمضاء بأنوار وموسيقى خافتة معطر يفوح منه عطر الفانيليا والليمون يضعك مقدما في عالم بأعلى مستويات الانغماس المترف والاسترخاء للامتناهي. تشعر بالدلال حتى دون الخضوع لعلاجات الاسترخاء الشهيرة لديهم. يمكن الاستلقاء لتصفح كتاب او مجلة تحت السقوف الزجاجية وعلى الأسرة الوثيرة او الاستمتاع بالعصائر الطازجة او بالاكلات النيئة التي لم يتجاوز طبخها 40c مئوية للحفاظ على قيمتها الغذائية بالكامل.
يقود استخدام حوض السباحة الدافيء من الداخل، بتصميمه الفني الرائع، اذ يمتد بين داخل المنتجع وخارجه مفصول بباب زجاجي يفتح بشكل اوتماتيكي عند مرور السباحين الى الباحة الخارجية الممتدة الى الغابة القريبة ذات الأشجار العملاقة. لطالما فتحت عيني وانا استلقي على السرير تحت الشمس بعد السباحة على خربشة الظباء وهي ترعى بالقرب مني.
بعد جولة السباحة اتوجه الى غرفة الساونا ولدي ثلاث خيارات منها: ساونا خارجية في الحديقة، واثنان في الداخل واحدة بدرجة حرارة 60c والثانية بدرجة حرارة 90c كان اختياري دائما هو 90c. أحب الساونا كثيرا، وأداوم على استعمالها باستمرار لفاعليتها بتنظيف الجسم من السموم وتربية العضلات خاصة بعد قيادتي للدراجة بمسافات طويلة.
بعد الساونا أزج بنفسي في غرفة الثلج ولكني لا أقاوم اكثر من 5 دقائق.. أحاول جهدي التعود عليها لان منافعها الصحية كثيرة ومنها، رفع مستوى الطاقة، حرق الدهون، ديتوكس، وتساعد على الحد من تكون التجاعيد والسليولات ?✨
واخير تنتهي رحلتي بالمنتجع بالاستحمام بمنتجات Loccitane المنعشة، وها أنذا أشعر بالتجدد والانتعاش والجوع الشديد ?حان الوقت الان للانغماس في متعتي القادمة الا وهي الاكل?، والتوجه الى مطعم Courtier وتناول وجبات الشيف العالم الحائز على نجمتين ميشلين Christian Scharrer وفريقه باجوء بسيطة وبعيدة عن التكلف والمظاهر او التوجه الى مطعم الساحل والاستمتاع بمنظر غروب يحبس الأنفاس.
عشاء في مطعم الساحل مع الغروب
هكذا تودع اليوم مع مشهد الغروب الرائع والشعور المطلق بالسلام الداخلي
