حليب الإبل.. الذهب الأبيض وشافي الصحراء

by Sana Al Hadethee

 لست هنا بصدد الخوض في أهمية ثرواتنا النفطية، لاني لست خبيرة فيها، ما يهمني هو ثروات اخرى غذائية وشفائية انعم الله بها علينا، وبدأنا ننجرف بعيدا عنها لاستغراقنا بما يدفننا العالم به من نفايات غذائية.  تهمني الثروات التي تبني صحة وعقل الانسان وهي اساس نهوض الأمم. للأسف، تغيرت ثقافات البشر في  التعامل مع الطعام في كل مكان، ولكننا في البلدان العربية، تراجعنا اكثر من غيرنا بهذه الثقافة.
اصبحنا نعتاش على النفايات والسموم الغذائية التي يصدرها لنا العالم، والعالم، يبني نفسه بثروات خرابنا. لا أقصد هنا الحرب، وإنما أقصد خراب الانسان بتدمير عقله وبنيته. لا أزعم ان العملية مقصودة و قد أصبحت ضاهرة عامة. ولكننا (البلدان العربية) أصبحنا حالة خاصة لأننا ندفع اموالا طائلة لخرابنا بسبب غياب الوعي الصحي والغذائي. فنحن الفريسة الأكبر والأسهل والأغنى والأجهل غذائيا.
من المحزن ان يمتلك العرب ثروة ثمينة كثروة الإبل وحليب الإبل والتمر وان تصل إصابات مرض السكري بينهم الى نسبة 20 بالمئة. ارقام مذهلة تغيب عن نظر العائلة والفرد العربي لغياب الوعي الغذائي والصحي والاستهلاكي نحن خبراء فقط في الشراء والاستهلاك، وابتلاع ماتعرضة محلات السوبر ماركت دون التفكير او البحث. اللوم لايقع فقط على الفرد وإنما على الحكومات التي تسمح بعرض واستهلاك هذه السموم ولا تسعى لنشر الوعي للاستفادة من إكسير نمتلكه ولا نعرف قيمته.

أقول هنا أن حليب الإبل ثروتنا، لإنه إكسير شفاء عظيم لأمراض لا تحصى ولا تعد ومن أهمها مرض السكري ومرض التوحد ناهيك عن باقي امراض نقص المناعة مثل الحساسية والتهاب الكبد الفيروسي نوع C والاهم من ذلك تأثيره الشافي لأكثر علل الجهاز الهضمي وأعقدها وقابليته المدهشة على مكافحة امراض السرطان. فاستشراء ظاهرة مرض السكري في عالمنا العربي أوشك ان يكون وباء متجذرا، وحل مشكلة هذا الوباء متوفر تحت انوفنا. الحل هو أبسط  وأقل كلفة مما نتخيل، وهو ان نعود الى بعض ممارسات اجدادنا الغذائية. ببساطة، نعم ببساطة، شرب حليب الإبل وحده، بشكل يومي، قادر على خفض مستوى السكر في الدم وبالتالي خفظ نسبة الأنسولين لمريض السكر حسب دراسة اجرتها الدكتورة أمل بكر شوري في قسم علم الأحياء التابع لكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز..

وأؤكد هنا انه بأمكان اي مريض للسكر ان يشفى اذا ما اتبع نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات وخال من الجلوتين ومنتجات الألبان عدا حليب الإبل (راجع برنامجي الغذائي للتشافي). ثرواتنا الحقيقة في بناء الفرد، وبناء الفرد يأتي من بناء الصحة، والذي يعني بناء العقل. وجميعها تبدأ من الغذاء الصحي الخالي من السكريات الصناعية والإضافات الكيمياوية للطعام. فالحضارات تبنى بالصحة والعقول وليس بالمرض والوهن.  

من هنا أوجه دعوة للجميع بما فيهم الحكومات بان يولوا اهتماما اكبر لتربية الإبل واستهجانها ولكن بطرق طبيعية وأعلاف طبيعية، لان ما سيدخل أفواهها سيصل الى أدمغتنا عبر الدم اذا ما تناولنا منتجاتها ببساطة شديدة..
ومع ارتفاع أمراض السكري والتوحد المخيف، ارى انه اصبح واجب وطني واقتصادي وأخلاقي لتطوير البحث في هذه الثروة الوطنية للاستشفاء منها وانقاذ العقول. فصناعة العقول تبدأ منا هنا، أولا.

You may also like

Comments are closed.