أخبار حلوة عن التمر

by Sana Al Hadethee

 

كوني مولودة في العراق، يجعله من الصعب جدا لي الامتناع عن تناول التمر كليا، لانه يعد غذاءا متجذر في ثقافتنا وعاداتنا اليومية. وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي لا تجعل نظام “الباليو” الغذائي ينطبق عليّ كليا. لقد تمكنت من التفوق على ضعف مقاومتي للسكر والحلويات وانقطعت تماما لسنوات (الا في مناسبات نادرة جدا وبكميات محدودة جدا) عن تناول اي انواع السكر المصنعة، ولكن عذرا، ليس التمر، وجاء هذا لأسباب منطقية اذكرها في هذا المقال.

قصة التمر بدأت منذ 6000 سنة قبل الميلاد وتشير الدلائل الى زراعته في العراق وشرق شبه جزيرة العرب. ويرجع الذكر الأول للنخلة في التاريخ الى رسومات الألواح الطينية لحضارة ما بين النهرين قبل 1700 سنة قبل الميلاد. ويعد التمر منذ ذلك الوقت غذاءا رئيسيا للعراق وشبه الجزيرة العربية ووادي السند لآلاف السنين. palm iraq

وبعيد عن سمعة التمر السيئة باحتوائه على نسبة سكر عالية، وشكله المجعد الداكن، الا ان للتمور انواعا كثيرة تتفاوت في نسبة احتوائها على السكر. إذ تصل انواع التمر في العالم الى 3000 نوع مسجلة في منظمة ألفاو العالمية، 370 منها في  العراق فقط، و450 في المملكة العربية السعودية وباقي بلدان الخليج العربي. ومع ذلك يبدو ان هنالك تفاوتا كبيرا في المؤشر الجلايسيمي (مؤشر نسبة السكر في الدم) لبعض انواع هذه التمور لأسباب غير معروفة. بحيث تصنف بعض انواع هذه التمور بأنها تندرج تحت قائمة الاغذية ذات المعدلات الجلايسيمية المنخفضة.

تناول انواع وكميات محددة من التمور كبديل للسكر لللمصابين بالسكري لا يؤدي الى رفع مستوى السكر في الدم حسب دراسة مقارنة للمؤشر الجلايسيمي نشرتها “نيوترشن جورنال” Nutrition Journal. حلل فيها المختصون 5 انواع من التمور هي (فرّاد، لولو، بو معّآن، دباس، برحي، وخلاص) وتأثيرها على سكر الدم في أشخاص صحيين وآخرين مصابين بالسكري نوع 2 أظهرت مؤشرات منخفضة بنسبة 35.5 لتمر خلاص و49.7 برحي و30.5 لبو معّان. لكن هذا لا يعني تجاوز مريض السكري وحتى الشخص الصحي تناول عدة تمرات يوميا بين 5 و 7 حبات وفي فترات متفاوتة وليس مرة واحدة لان التمر غني بالكربوهيدرات وهي عبارة عن سكر لا يدخل ضمن حساب المؤشر الجلايسيمي.

 
طاقة مضاعفة
يتميز التمر كونه مصدرا غنيا للطاقة ( لاحتوائه على السكر) كذلك يعد غني جدا بالبوتاسيوم وهو من المعادن الضرورية خاصة للرياضيين للحفاظ على نسبة السوائل في اجسامهم. وبينما يتفوق الموز على التمر باحتوائه على فيتامين C و A يتفوق التمر على الموز باحتوائه على كمية مضاعفة من البوتاسيوم، وثلاثة أضعاف من الحديد وضعف كمية البروتين، و6 أضعاف كالسيوم.

يخفض الكوليسترول
احتواء التمر على الالياف يعطيه القدرة على خفض الكوليسترول بشكل عام، ولكن اثبت التمر جدارة في خفض نوع الكوليسترول السيء “تراي جليسرايد” بشكل خاص. وحسب دراسة نشرتها صحيفة الكيمياء الزراعية والغذائية Journal of Agriculture and Food Chemistry تبين بأن تناول التمر قد يؤدي الى خفض الكوليسترول السيء بنسبة 8 بالمئة . خفض نسبة الكوليسترول الضار تحمي من امراض تصلب الشرايين والنوبات القلبية والجلطات الدماغية.

غني بالفيتامينات والمعادن
الفيتامينات  الرئيسية الموجودة في التمر هي مجموعة فيتامينات B خاصة فيتامين B6. تساعد مجموعة فيتامين B في عملية الأيض وتشكيل خلايا دم جديدة. يحتوي ايضا على فيتامين K، C، E، وفيتامين A. ويعد التمر مصدرا متكاملا وممتازا للمعادن وفي مقدمتها البوتاسيوم، النحاس، المنغنيز، المغنيسيوم،الكالسيوم، الصوديوم، الفسفور، الحديد والزنك. ويحتوي ايضا على الثيامين والفوليت.

غني بالألياف
تحتوي التمرة الواحدة على 1.6 غرام من الألياف وهو ما يعادل 6 بالمئة من الكمية المقررة يوميا حسب منظمة USDA الامريكية. وتكمن أهمية الألياف للجسم بخفضها للكوليسترول ومحاربتها للسمنة وامراض القلب وسرطان القولون والمستقيم. وحسب تقرير نشر في صحيفة “علوم الغذاء والتغذية” Food Science and Nutrition يشير الى ان الألياف الموجودة في التمر هي من الألياف الغير قابلة للذوبان التي تلتصق بالدهون والكوليسترول وتحملها الى خارج الجسم.

تركيبة التمر

1- الطرية: وهي التمور الطازجة في موسمها. تكون معتدلة في الطعم، وتحتوي على كمية سكر أقل.
2- القوية: تكون بعض انواع التمور قوية وليفية حتى عندما تكون طرية وفي موسمها. هذا النوع من التموريصمد من التلف لفترات أطول. ويكون مذاقه الحلو مركز.
3- شبه الجافة: تكون ناعمة، ومطاطية التركيبة وتحتوي على كميات معتدلة من السكر.
4- عجوة التمر: يعمل البدو على تحميصها وطحنها لصنع قهوة التمر. واذكر انها كانت تستعمل للوقودتحت ارض الحمامات لتدفئتها في الشتاء ( على طريقة الحمام التركي) لنظافة شعلتها واستمرار جمرتهافترات طويلة.

مراحل نضوج التمر
أدناه الأسماء العربية المستعملة لتصنيف مراحل نضوج التمر:  dates

1- الخلال: وهو المرحلة الخضراء وثاني طور في نمو التمرة بعد الكمري. ليست صالحة للاكل عند قطفها مباشرة من الشجرة. ولكن يمكن ان تكون مقرمشة وطرية  ويكون طعمها أقرب الى التفاح بعد سقوطها من الشجرة.
2- البسر: يكون بين اللون الأصفر او الوردي او الأحمر حسب نوع التمر يتصف بالمذاق الحلو والقرمشة. تستمر مرحلة البسر بين 3-5 أسابيع. ويكون طعمه مقارب لفاكهة الكاكي ولكن ألذ بكثير.
3- الرطبً: وهي المرحلة الطرية في نضوج التمر وتيدا يحن يتغيير لون البسر الى البني وتتراوح هذه المرحلة بين 2-4 أسابيع
4- تمر: وهي الرحلة النهائية لنمو التمرة والتي تبدأ بها بالجفاف وفقدان المرطب. تصبح مركزة بالطعم وأحلى مذاقا.

You may also like