مستقبل التجميل هو باختصار عبارة يطلق عليها “نيوتريكوزمتكس” Nutricosmetics ومعناه (مستحضرات التجميل الغذائية) وهو مستحضرات التجميل عن طريق ما يؤكل او يشرب على شكل مكملات غذائية او طعام يركز بالدرجة الأولى على جمال البشرة.
منذ الآف السنين، اعتمد التجميل على التغيير بالمظهر الخارجي، مرورا بطرق كليوباترا التجميلية التي ربما كانت الأكثر رأفة بالجسم والبشرة حتى وإن تضمنت استعمال سم البرومين او دم الخنفساء لحمرة الشفاه والخدود وانتهاءا بعصر سكارليت او هارا باستعمال مشد الكورسيت لإعطاء مظهرا خداعا بخصر نحيل قبل مئات السنين. دارت عقارب الزمن وتغيرت الحياة كذلك تغيرت طرق التجميل وتطورت، فأصبحت بين الوعد بتقديم أكسير الشباب بعلبة كريم، او فيشل الماس والكافيار او معدات التجميل بين الفراشي الكهربائية والإلكترونية الى عالم جراحة التجميل وعلاجات التجميل الغير جراحية التي تعد بمحي سنوات من العمر ووجها مشدودا بغضون ساعات بل بغضون دقائق في بعض الأحيان وانتهاءا بحشوات المؤخرة وإذابة او تجميد الدهون.
الْيَوْمَ نحن نقف على أعتاب عهد جديد للتجميل. انه عصر ” النيوتريكوزمتكس” Nutricosmetics بحيث باتت تغص رفوف الصيدليات كما رفوف محلات التجميل على حد سواء، بمستحضرات التجميل التي (تهضم عن طريق الفم) والتي تبشر بإكسير الشباب ولكن هذه المرة عن طريق كبسولة او حبة او مشروب صحي. وبينما ماتزال الحبوب التي تعد بإخفاء الشيب او بالحماية من أشعة الشمس بدلا من كريمات الوقاية قيد التطوير، فان اقبالا كبيرا يجري على المكملات التي تقدم مقويات الإظافر او زيادة نمو الشعر.
لو تسائلنا عن عدد الأدوية المتوفرة على شكل كريمات او لصقات توضع على الجلد لوجدنا بان أغلبها يأتي على شكل عقاقير أو إبر. وجواب هذا التساؤل يعطينا فكرة عن كم هو صعب تمرير شيء للجسم عن طريق البشرة.
والحقيقة أن الربط بين ما نأكله وتأثيره على مظهرنا الخارجي ليس شيئا مفاجئا، ولا مقولة (انت ما تأكله) عبارة لم نسمع بها من قبل. فجميعنا يعلم بان تناول حبة عن طريق الفم له تأثير ووقع على بشرتنا أكبر بكثير من طلاء الكريم عليها خارجيا. فخذ على سبيل المثال حبوب علاج حب الشباب واحدا من الطرق. واعتمادا على النظرية السائدة التي تقول بان 20 بالمئة من البشرة فقط يتأثر بالكريمات التي تطلى عليها خارجيا بينما يكون لتأثير الأكل والشرب 80 بالمئة عليها جعل شركات مستحضرات العناية بالبشرة مثل “د. مراد” Dr. Murad بإنتاج مكملات غذائية بضمن مجموعة مستحضرات العناية بالبشرة منذ عام 1995.
وعلى الرغم من ان بعض الخبراء والمختصين الذين يؤمنون بان الحصول على بشرة جميلة ونظرة يعود بالمقام الأول الى تناول الخضراوات، والأغذية العضوية النظيفة الخالية من الإضافات الصناعية وشرب الماء الا أنهم ليسوا ضد فكرة تعزيز النظام الغذائي بتناول مكملات النيوتريكوزمتكس وإضافتها الى نظامهم اليومي. ولكن السؤال يبقى اي نوع منها؟
“نيوتريكوزمتكس” او مستحضرات التجميل الغذائية تفتح الأبواب لثورة تجميلية جديدة وتزاوج جديد بين الأكل ومستحضرات التجميل كذلك تربط بين الصحة وعلاجات التجميل. فقد بدا واضحا للعيان الآن بان بعض شركات الأطعمة بدأت تقديم منتجات لها تأثيرات تجميلية كإنتاج بيرة الكولاجين او زيت الطبخ بخصائص تجميلية، بينما قامت محلات التجميل مرق العظام وماء جوز الهند اللذان يحافظان على جمال وشباب البشرة.
وبعيدا عن نسبة 20-80 بالمئة فان السبب في قيمة ثورة التجميل الجديدة بمستحضرات التجميل الغذائية، والمسماة “نيوتريكوزمتكس” هو بالأساس لدعم وضمان إعطاء البشرة نصيبا كافيا من المكونات الغذائية التي تدخل الجسم لانها ببساطة آخر عضو بالجسم تصله إمدادات الغذاء من الدم. لان الجسم يعتمد نظام الأولويات بتوزيع الغذاء معتمدا مبدأ الحياة او الموت وبما ان تأخر إمدادات الغذاء عن البشرة لا يتسبب بحياتها او موتها مثل باقي الأعضاء، حيث يصل الغذاء قبل كل شيء الى الدماغ ومن ثم القلب وتليه الرئتين وهكذا. ولان اُسلوب الحياة الحديث لايؤمنون لأي منا ان يتناول نظاما غذائيا متوازنا دون الاستعانة بهذه المكملات. وخلاصة الحديث هو اننا نعود الى نقطة البداية الا وهي: الطريق الى بشرة نضرة ينطلق عبر معدتك.